هل تستطيع أن تصبح الإمارات العربية المتحدة بلا نقود بالكامل بحلول عام ٢٠٣٠ ؟

يشتهر مجال المدفوعات في الشرق الأوسط باعتماده على النقد. على الرغم من سكان المنطقة البارعين رقميًا وطرقهم غير التقليدية ، إلا أن النقود تتمتع بمكانة ثقافية قوية وتدعمها قرون من التوافق ، مما يجعل من الصعب على المستهلكين الابتعاد عن النقد.
ومع ذلك ، فإن المجال يتطور وهناك عوامل مختلفة تمهد الطريق للمدفوعات الرقمية للسيطرة على المنطقة.

يشير تقرير حديث لشركة McKinsey بعنوان “مستقبل المدفوعات في الشرق الأوسط” إلى أن هذه الحركة مدفوعة بضغوط على صناعة المدفوعات وأنماط الدفع المتغيرة والآفاق المتزايدة للبنوك والشركات المالية في بيئة سريعة التطور. أشار عملاق الاستشارات أيضًا إلى المبادرات الحكومية والتنظيمية الجديدة ، إلى جانب دخول مزودي الدفع الجدد ، فضلاً عن جائحة فيروس كورونا ، كمحفزات إضافية للهروب من النقد على مستوى العالم.

العديد من البلدان التي تركز على النقد تقليديًا في الشرق الأوسط تتحول الآن إلى المدفوعات الرقمية. قال محمد علي يوسف ، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان في Checkout.com: "لقد أدى الوباء إلى ثورة في المدفوعات من نوع ما ، ولم تكن ثورة في طريقها للزوال إجمالاً ، إلا أن العوامل مثل البنية التحتية، قطاعات المستهلكين والتجار التي تعاني من نقص البنوك ، فضلاً عن التحيز الثقافي القوي تجاه النقد تأخر التحول إلى المدفوعات الرقمية.

زيادة التبني الرقمي الإقليمي

في الإمارات العربية المتحدة ، كان الدفع الرقمي في ارتفاع قبل وقت طويل من ظهور الوباء ، مع نمو معاملات الدفع في الدولة بمعدل سنوي يزيد عن ٩٪ بين ٢٠١٤ -٢٠١٩ ، مقارنة بنمو أوروبا بنسبة ٤٪ إلى ٥٪ وفقًا لتقرير McKinsey.

قال خورخي كاماراتي Jorge Camarate ، الشريك الإستراتيجي والقائد في مجال الخدمات المالية للشركة في الشرق الأوسط: “يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تصبح بلا نقود بالكامل بحلول عام ٢٠٣٠ والانضمام إلى رابطة الدول التي تتجه نحو مجتمع غير نقدي ، بما في ذلك فنلندا والسويد والمملكة المتحدة”.

أفاد ستاندرد تشارترد Standard Chartered مؤخرًا أن السحوبات النقدية من أجهزة الصراف الآلي أصبحت الآن نصف ما كانت عليه قبل عامين “السكان الشباب وذوي الخبرة التقنية والدعم الحكومي ومخاوف السلامة والنظافة وجائحة كورونا هي المحركات الرئيسية لاستبدال النقود. في الواقع ، تؤكد الدراسات الاستقصائية والإحصاءات الأخيرة على هذا التوجه”.ومع ذلك ، كانت المملكة العربية السعودية هي التي لاحظت نموًا فلكيًا في مدفوعات البطاقات ، بأكثر من ٧٠٪ ، بين فبراير ٢٠١٩ ويناير ٢٠٢٠

وعلق د. سعيدة جعفر ، مديرة مجموعة فيزا في دول مجلس التعاون الخليجي: "في حين أن التحول غير النقدي هو اتجاه عالمي وأن الأشكال الرقمية للمدفوعات بما في ذلك انقر للدفع أو اللاتلامسية تمثل الآن أكثر من ثلثي المعاملات على مستوى العالم ، باستثناء الولايات المتحدة ، في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ، فإن هذا الرقم أعلى من ذلك.
في الواقع ، ٩ من أصل ١٠ معاملات في المملكة العربية السعودية و ٨ من أصل ١٠ في الإمارات العربية المتحدة تتم باستخدام بطاقات أو أجهزة لا تلامسية. كلا البلدين يحرزان بالفعل تقدمًا ثابتًا نحو أن يصبحا اقتصادًا غير نقدي ، وذلك بفضل المبادرات الحكومية ، وقد أدى الوباء إلى تسريع هذا الاتجاه فقط

من بين ممارسي المدفوعات الذين شاركوا في استطلاع McKinsey ، قدر أكثر من ثلاثة أرباع (٨٠٪) أن المدفوعات غير النقدية ارتفعت بأكثر من ١٠٪ في جميع أنحاء المنطقة نتيجة للوباء ، ويعتقد ٤٣٪ أن هذه الزيادة تجاوزت ٢٠٪.

وتعليقًا على ارتفاع المدفوعات غير النقدية في المنطقة ، أضاف د. سعيد جعفر: “وجد أحدث استطلاع أجرته فيزا للعملاء” Stay Secure “في الإمارات العربية المتحدة أن المدفوعات النقدية عند التسليم قد انخفضت بشكل كبير (بنسبة ٧٥٪) ، في حين أن استخدام البطاقات اللاتلامسية قد تضاعف عدد محافظ الهاتف المحمول للمدفوعات عبر الإنترنت أو التسليم تقريبًا (بنسبة ٩٨٪ في المتوسط) ”.

تغيير التفضيلات

على الصعيد الإقليمي ، تتغير تفضيلات طرق الدفع لكل من المستهلكين والموردين.
أشار استطلاع McKinsey إلى أن ٥٨٪ من المستهلكين في الشرق الأوسط عبروا عن تفضيلهم القوي لطرق الدفع الرقمية ، بينما فضل ١٠٪ فقط الدفع النقدي بقوة.
كشفت دراسة Visa’s Small Business Recovery 2021 أيضًا أن ٦٠٪ من التجار الإماراتيين و ٨٤٪ من التجار السعوديين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إن عملائهم يفضلون الدفع بدون تلامس.
وأضاف د.سعيد جعفر: "ليس من المستغرب أنه في نفس الاستطلاع ، قال غالبية التجار الإماراتيين ٨٢٪ والتجار في المملكة العربية السعودية (٧١٪) أن الاستثمار في المدفوعات الرقمية هو مفتاح نجاح أعمالهم.

وسط هذه التفضيلات المتغيرة ، تزداد المحافظ الإلكترونية الرقمية كطريقة مفضلة بشدة للدفع للمستهلكين الإقليميين ، حيث صرح ٦٠٪ ممن شملهم الاستطلاع في تقرير McKinsey أنهم يتوقعون أن تكون المحافظ الرقمية هي وسيلة الدفع الرقمية الأكثر تأثيرًا على المستوى الإقليمي.

علق Camarate قائلاً: "هناك ارتفاع في طرق الدفع البديلة والمتحركة ، مثل آبل باي Apple Pay و سامسونج Samsung Pay و جوجل باي Google Pay بالإضافة إلى المحافظ الرقمية المحلية، كما تدعم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي والهيئات التنظيمية مثل هذه الابتكارات من خلال أطر تنظيمية حديثة صديقة للشركات الناشئة.

تغييرات اللوائح الداعمة

سمحت التغييرات التنظيمية الأخيرة في الشرق الأوسط بتوسيع سوق المدفوعات الإقليمية لتشمل شركات التكنولوجيا المالية الناشئة وشركات التكنولوجيا ، إلى جانب البنوك التقليدية.

حيث أن الجهات التنظيمية في المنطقة تدعم الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية والمدفوعات ، وتتطلع إلى دفع اعتماد الدفع الرقمي ، وتشجيع التعاون والمنافسة العادلة".

عند سؤالهم عن المؤسسات التي سيكون لها أكبر تأثير على مستقبل المدفوعات ، صنف المشاركون في استطلاع McKinsey البنوك أو المحافظ المدعومة من البنوك في المرتبة الأولى ، بنسبة ٤٠٪ ، و ٣٠٪ أخرى اختاروا المحافظ المدعومة من شركات الاتصالات ، و ١٧٪ شركات التكنولوجيا الكبيرة .

ومع ذلك ، فإن غالبية المستجيبين الذين توقعوا فوز البنوك والمحافظ المدعومة من البنوك كانوا من البنوك ٦٢٪ من المشاركين. عندما كان على المستجيبين تسمية خيارهم الثاني ، أشار أكثر من ٥٠٪ من البنوك إلى أن لاعبي التكنولوجيا الكبيرة كانوا في أفضل وضع.

وتعليقًا على التهديد الذي تشكله شركات التكنولوجيا المالية على البنوك التقليدية ، قال كاماراتي: “لكي تظل البنوك وشركات الاستحواذ الرائدة على صلة بالموضوع ، يجب أن تحول التركيز من نطاق بناء القدرات إلى تطوير نطاق الحلول ومعالجة القيمة الناشئة في الحكاية الطويلة التي يتم تجاهلها تقليديًا للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال الشراكات ، والنظم الإيكولوجية التعاونية. ”